بعد التحية … أتمناك بخير وسعادة الآن وأنت تقرأ كلماتي و التي ربما تآكلت حروفها مع الزمن…. عذرا فقد أوصيتُ ساعي البريد أن يوصلها ليدك في يوم ميلادك السعيد
كتبتها منذ لحظة مغادرة ظلك لي …..بعد مضي عمرا كاملا سبعين أو ثمانين عاما لم أعد أذكر…....لاشك أنك تعرف ظاهرة تقدير الأعمار في زمننا
رسالتي الآن بين يديك وانا أرقد هناك بجانب تلك التلة والتي كنا نجلس عليها في لقاءاتنا الاولى …..أعلم أنك نسيتها في خضم مشاغلك وحياتك المزدهرة والتي ضيعت ضميرك من خلالها …لايهمني …..كتبت لك فقط لتشتعل شمعة ضميرك قليلا وربما لتوقظ وفائك فيمابعد …
الى الآن لاأعرف السبب الذي أحببتني لأجله ولا أعرف ذلك السبب الذي تركتني لأجله…….. خمنت في نفسي أسبابا كثيرة منها أنك أردت أن ثتبت لنفسك أنني امرأة شرقية تسرق قلبها بكلمة جميلة … أو أنك ذلك الفارس الشرقي المرغوب من كل الفتيات …….
أو ربما أنك أحبتني حقا ولكن الأقدار حالت حائلا بيننا …… وربما استهوتك الأجمل أوالأغنى ……. وربما لم تستهوي والدتك شخصيتي …. وربما فقدت ذاكرتك ففقدت معها اسمي وعنواني ورقم هاتفي …….
أنا الآن لاأريد منك جوابا لان الوقت رحل قبلي وضمني إليه قبلك …… لن أفتح دفاترنا القديمة وأخرج مافيها لكن وبكل صدق أكتب لكَ اليوم عبارة واحدة (أنا لم أحبك ) ولم تجتذبني شخصيتك أبدا ولكنني إنسانة بكل ماتحمله الكلمة من معنى
لم أشأ جرح مشاعرك وقتها, إرتضيتك برغم أنك تعلم أنني الافضل في كل شيء ولاسبيل للمقارنة بيننا …. ومع هذا وذاك كنت الأسرع في إستلال خنجرك من جنبك وطعن قلبي به والسير بعدها بلا مبالاة
أسدلت الستار ووضعت تلك النهاية لمسرحية عشناها معا ……. ومثلنا أدوارها برغم معارضة الجميع لي فقد أخبروني بأنك لاتناسبني….. أجبتهم نتكيف معا ….آآآآآآآآآآآه كم كنت مخطئة وقتها…
كان يوما ماطرا حين أحضرت تلك السيدات الحاقدات خبر زواجك لي على طبق من ذهب فنثرته أمامي أجبتهن…. كاذبات … وعدني بالعودة..استهزئن بي وقتها..
تهامسن بعيدا أنجب أطفالا رائعين ….كاذبات ….. كبر أولئك الاطفال كاذبات……تزوج أولئك الأطفال ….ومضت الايام والسنين وانا لم أنتظرك ….
كنت في كل يوم أحمدالله بانك لم تعد لأنني لاأريد ان أحيا اشراطا سلبيا … تعود لي فأضغط على نفسي بقبولك من جديد ….تستفرغ دقائقي عمرها الذي تقضيه معك فهي لا تريد ان تحيا وفاءها وخيانتك ……
خططت حروفي تلك في ساعات احتضاري الأخيرة وتمنيت أن تقرأها بعد استقلالي في عالم البرزخ ذاك …. لالشيء بل لاتبرأ من حبك كبراءة الذئب من دم يوسف أتعلم لماذا ؟
لابأس ساخبرك أعلم أنك تتألم الآن ولكن فلتكن تلك النغزات بعض من رشفات الألم التي سقيتني إياها…….. وتعلم أيضا أنني امرأة أمية ولكنني مثقفة بنفس الوقت… قال أحدهم لرسولنا( صلى الله عليه وسلم ): إني أحب الله ورسوله. قال: "أنت مع من أحببت ".
هذا جوابي لك لا أريد أن أحشر معك ….لاأريد أن ألوث نفسي بخيانتك…. كنت الاوفى معك وكنت الأنذل الأوحد, إحمل مابقي لك من كرامة وسر بعيدا عن دروب لحدي فأنا الآن لست بحاجتك ولاحاجة لي بدمعاتك التي أسقطتها على كلماتي ولاحاجة لي بدعواتك بالرحمة فالأرواح الطاهرة لاتتقبل شيئا إلا من سميتها فلا تعتذر عما فعلت…. فقد فات الأوان الآن